حياكة الفعل السياسي النسوي في سوريا
تعاني الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لإحلال السلام في سوريا من الركود. في خضم تنافس أولويات ومصالح الجهات الفاعلة المحلية والدولية على حد سواء، سادت البيئة السياسية السورية ممارسات إقصائية أدت بدورها إلى تقلص المساحات النسوية وتعطيل مشاركة النساء في العمليات السياسية المحلية والوطنية.
واستجابة لذلك، نفّذت "بدائل" مشروع "حياكة الفعل السياسي النسوي في سوريا" كمبادرة تدعو إلى تمثيل حقيقي للنساء وقيادتهن في العمليات السياسية في سوريا وإعادة تخيل الفعل السياسي النسوي.
سعى المشروع إلى خلق مساحات للنساء السوريات للانخراط في التفكير المشترك القائم على المعرفة والتجارب الجمعية، للبحث في عملية السلام الراكدة وتقلص المساحة التي تهدد عمل ومساهمات وتمثيل النساء في العمل السياسي السوري.
شجعت مساحات التفكير هذه على تبادل المعرفة، وتوليد أسئلة جديدة، وإنتاج معارف وتساؤلات حول كيفية تطوير، والحفاظ على فرص ومساحات حقيقية للنساء السوريات ليكن فاعلات وقياديات في العمليات السياسية على الصعيدين الوطني والدولي والتي تشكل المشهد السياسي السوري ومستقبل سوريا.
تم انشاء مساحات التفكير من خلال عقد أربعة اجتماعات - ثلاثة منها افتراضية واجتماع واحد مزيج بين افتراضي وفيزيائي، شاركت فيه ناشطات وفاعلات في الحقل السياسي والمدني والحقوقي .
علاوة على ذلك، عُقد ملتقى حوارياً حول حياكة العمل السياسي النسوي في الفترة من 21 إلى 22 أكتوبر في برلين، هدف الملتقى إلى بناء مساحة تفكير مشترك وإعادة تخيل الفعل السياسي من منظور نسوي.
ركز الملتقى على المناقشات المواضيعية والتوصيات حول قضايا التضمين، والشرعية، والتضامن، والإصلاح الجذري، والمقاربة الثورية التي تضمن مشاركة سياسية فعالة للنساء.
في هذا الصدد، تم تقديم اقتراحات لتطوير رؤى ومساحات تقاطعية تضمن مشاركة خالية من السياسات الاختزالية التي تحد النساء بالمشاركة القائمة على أساس الهوية كمقاربة أساسية لإدماج النساء على تنوعهن بشكل هادف في العمليات السياسية.
أيضاً، دعت المشاركات إلى التحول نحو الأساليب التي تمكّن وتشجع النساء على تطوير أدواتهن للمشاركة في العديد من القضايا الشاغلة، بدلاً من التركيز على القضايا التي تتمحور حول هوياتهن.
على ضوء نقاشات الملتقى، خرجنا بورقة هي دعوة لإعادة التفكير وإعادة تخيل عمليات السلام السورية وتدعم تطوير مساحات تطلق العنان للإمكانات الهائلة لقيادات الفكر النسائية.