تأسست منظمتنا التي ولدت من رحم الثورة على الإيمان بأن بدائل الديكتاتورية والصراع تأتي من الشعب وبقيادته. ساهمت التطورات المبكرة في السياق السوري في أعقاب الثورة، وكذلك انخراطنا في الحراك الثوري بين عامي 2011-2012 في تأسيس بدائل عام 2013، وساهمت هذه العوامل في تطوير فلسفتنا في التغيير.
نظّمت الحركات الشعبية نفسها بطرق خلاقة ومستجيبة للعنف المتصاعد والتغيّر المستمر في خارطة السيطرة في سوريا ، وقد أدى هذا الحراك ضمن المجتمعات السورية ولأجل سوريا الى نشأة المجتمع المدني السوري، وهذا بحد ذاته شهادة على شرعيته بكونه يعمل على خدمة الناس ويحمل همومهم ورؤاهم في التغيير. وبالرغم من ذلك،لا يسلم المجتمع المدني من محاولات التسييس أو فقدان الشرعية في بيئة شديدة الاستقطاب ولهذا، فإن البقاء على اتصال بالقاعدة الشعبية وأصحاب الحقوق باعتبارهم الجهة التييخضع المجتمع المدني للمساءلة أمامها هي البوصلة في مواجهة حرب الاستقطاب هذه. لقد علمتنا تجربتنا أن كلاً من الناشطية والمجتمع المدني ضروريان ويكمل أحدهما الآخر ، سواء في أوقات الصراع وفراغ الحكم أو في أوقات السلم والاستقرار. تأتي هذه العلاقة التكميلية من قرب النشاط من نبض الشارع، وقدرته على رصد التوترات والفرص مبكرًا، بينما يتمتع المجتمع المدني بقدرة على الاستجابة على نطاق أوسع والعمل كحلقة وصل بين السياسات والممارسات والشارع.
نشأت ركيزة الناشطية والمجتمع المدني لدينا منذ تأسيس منظمتنا في عام 2013، بهدف أولي هو دعم الحركات الشعبية التي ظهرت في المناطق المحررة. وقد أطلقنا أنشطتنا في برنامج دعم المجتمع المدني آنذاك، انطلاقاً من فلسفتنا القائلة بأن الحراك والحركات الشعبية هي القوة الدافعة للتغيير الاجتماعي والسياسي. وقد تطور البرنامج، الذي لا يزال مستمراً حتى الآن، على مر السنين، مستجيباً للسياق المتغير، وموسعاً نطاقه وملبياً للاحتياجات المتزايدة. وكما هو الحال في جميع برامجنا بقيت مقارتنا في التركيز على الأغلبية المُقصاة في سوريا في محور عملنا وقد عنى ذلك إعطاء الأولوية للمجموعات التي تقودها النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل معهم، وتلبية احتياجاتهم ودعم إرادتهم/ـن و تعزيز قوتهم/ـن.
بحلول عام 2019، أدركنا أن الجيل المؤسس للثورة والمجتمع المدني لم يعد يُمثّل فئة الشباب، وبات عاجزًا بشكل متزايد عن الانخراط مع الجيل الجديد، الذينشأ في ظل حرب نشطة، وتعرض للعنف والحرمان، وفقد الكثير منهم فرص التعليم والعمل. نؤمن إيمانًا عميقًا بأن الشباب السوري هم بُناة مستقبل سوريا، لذا أطلقنا برنامج التعليم المدنيبهدف تزويد الشباب بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم لقيادة التغيير في مجتمعاتهم.إضافة إلى التعليم، ندعم الشباب السوريين/ات بوصفهم فاعلين/ات في التغيير، من خلال تمكينهم من قيادة حملات مجتمعية، وتشجيع مشاركتهم النشطة في مجتمعاتهم.